شريط الأخبار

السبت، 14 يناير 2012

البرادعي ينسحب من سباق الرئاسة‏ وتباين في آراء القوي السياسية


أعلن الدكتور محمد البرادعي‏,‏ المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية‏,‏ عدوله عن الترشح لرئاسة الجمهورية‏,‏ وقال‏,‏ في بيان له للشعب المصري‏,‏ إن قراره هذا ليس انصرافا من الساحة‏,‏ بل استمرار لخدمة هذا الوطن بفاعلية أكبر‏,‏ من خارج مواقع السلطة ومتحرر من كل القيود‏.‏
وأضاف أنه استعرض أفضل السبل التي يمكنه منها خدمة أهداف الثورة في ضوء هذا الواقع, فلم يجد موقعا داخل الإطار الرسمي يتيح ذلك, بما فيها موقع رئيس الجمهورية الذي يجري الإعداد لانتخابه قبل وجود دستور يضبط العلاقة بين السلطات ويحمي الحريات, أو في ظل دستور تلفق مواده في أسابيع قليلة.
وقال البرادعي إن هدفه من الترشح كان لمساعدة أهل بلده علي إعادة بناء مصر التي ننتمي إليها ونفخر بها, وليس تحقيق مصلحة شخصية.
مشيرا إلي أنه تحمل الكثير من الإساءة والكذب والتدني الخلقي, قبل قيام الثورة وبعدها, من جانب نظام ترتعد فرائصه من قول الحق, آخذا علي نفسه عهدا ألا يلتفت لهذه الاساءات وأن يركز جهده علي ما فيه المصلحة العامة, مؤكدا أن ضميره لن يسمح له بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها.
وأضاف البرادعي أن الثورة تعبر عن ضمير الأمة الذي انتفض, وليست مرتبطة بشخص, وفي حين أن كل الأشخاص إلي زوال, فإن الثورة ستستمر مادام ضمير الأمة حيا, لقد قلتها منذ عامين وأكررها الآن: إن الذي سيعيد بناء هذه الأمة هم شبابها, الذين لم يلوث ضميرهم فساد النظام وأساليبه القمعية, هؤلاء الشباب هم الحلم وهم الأمل, ولذلك سأستمر في العمل معهم خلال الفترة المقبلة, وسط جماهير شعبنا, لتمكينهم من المشاركة الفعالة في العمل السياسي, كي يتولوا زمام أمور مصر ومقدراتها في المستقبل القريب, ويحققوا أهداف الأمة كلها: الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية, إني علي ثقة من أن شباب مصر, ومعهم كل من يؤمن بهم وبأهدافهم, سوف ينجحون بفكرهم الجديد المجدد, وسوف يقودون هذه الأمة نحو مستقبل أفضل, وسيكون ذلك خير تكريم لمئات الشهداء وآلاف المصابين الذين قدموا أنفسهم فداء لمصر وشعبها.
وأوضح البرادعي أن الثورة تقترب من إتمام عامها الأول وأنتهز هذه الفرصة لأقدم خالص التعازي مرة أخري لأهالي شهدائنا الأبرار وآلاف الضحايا من المصابين الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل أن ننعم وابناءنا بمصر حديثة قائمة علي الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية, مترحما عليهم وراجيا المولي عز وجل أن ينزلهم منازل الشهداء الأبرار.
وقال: لقد خاضت سفينة الثورة طريقا صعبا تقاذفتها فيه أمواج عاتية وهي تعرف مرفأ النجاة جيدا وتعرف طريقة الوصول إليه, ولكن الربان الذي تولي قيادتها ـ دون اختيار من ركابها ودون خبرة له بالقيادة ـ أخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة, ونحن نعرض عليه شتي أنواع المساعدة, وهو يأبي إلا أن يمضي في الطريق القديم, وكأن ثورة لم تقم, وكأن نظاما لم يسقط.
وأشار في معرض توضيحه لموقفه إلي أنه بدلا من لم شمل الأمة في عمليةسياسية منظمة ومتفق عليها, نطلق فيها الحريات ونفتح النوافذ لإدخال الهواء النقي وتطهير العقول والنفوس من مخلفات الاستبداد, ونمنح أنفسنا المدة اللازمة لنكتب فيها دستورنا معا بأسلوب مترو بروح توافقية تقوم علي احترام الحقوق الأصيلة للإنسان, وننتخب ممثلينا وقادتنا في إطار سياسي ودستوري يضمن انتخابات حرة عادلة ممثلة لكل طوائف واتجاهات الشعب, فإن هذا الربان ادخلنا في متاهات وحوارات عقيمة وانفرد بصنع القرارات وبأسلوب ينم عن تخبط وعشوائية في الرؤية, مما فاقم الانقسامات بين فئات المجتمع في الوقت الذي نحن فيه أحوج ما نكون للتكاتف والوفاق.
وتواكب مع هذا اتباع سياسة أمنية قمعية تتسم بالعنف والتحرش والقتل, وعلي إحالة الثوار لمحاكمات عسكرية بدلا من حمايتهم ومعاقبة من قتل زملاءهم, وكل هذا في إطار حالة الطوارئ الفاقدة للمشروعية وغياب غير مفهوم للأمن وإدارة سيئة للاقتصاد, بالإضافة لعدم اتخاذ خطوات حازمة لتطهير مؤسسات الدولة ـ خاصة القضاء والإعلام ـ من فساد النظام السابق, أو حتي عزل رموزه ومنعهم من الاستمرار في افساد الحياة السياسية, وأوضح البرادعي أن العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية تدفع البلاد بعيدا عن أهداف الثورة, مما يشعرنا جميعا أن النظام السابق لم يسقط.
وطالب البرادعي ألا يتطرق اليأس إلي النفوس, فدروس التاريخ تعلمنا أن الثورات العظيمة كلها تمر بمثل هذه الانخفاضات والارتفاعات, ولكنها في النهاية تصل لبر الأمان, وأهم ما تحقق خلال العام المنصرم هو كسر حاجز الخوف واستعادة الشعب لإيمانه بقدرته علي التغيير وبأنه هو السيد والحاكم, كما أن المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية ـ برغم عيوبها الواضحة ـ تعزز الثقة في قدرة الشعب علي ممارسة الديمقراطية وحكم نفسه بنفسه, مؤكدا أنه علي ثقة بأن الشعب سيستمر في المطالبة بحقوقه حتي يحصل عليها كاملة, ودعا قوي الثورة كلها للعمل مع فئات الشعب كافة لتحقيق هذا الهدف, متمسكين دائما بسلمية الثورة, فالاحتجاج السلمي هو الذي يعطي الثورة قوتها ونقاءها.
ومن ناحية أخري قال الدكتور محمد أبوالغار, رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي, تعليقا علي انسحاب الدكتور محمدالبرادعي من الترشح لرئاسة الجمهورية إنه لايري انسحابه مؤلما كما يري البعض, فربما وجد أن الظروف غير مواتية لإكمال مسيرته, مشيرا إلي أنه صاحب القرار في الترشح من عدمه, فالبرادعي يفكر بشكل جدي ومنظم وأنا أعرفه تماما وكنت بجواره لفترة طويلة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد غنيم, أستاذ الكلي بجامعة المنصورة, البرادعي حر وليس هذا المهم الآن والأهم من ذلك إعادة الانتخابات التي وصفها بـالتهريج علي حد قوله.
ومن جانبه رأي سامح عاشور نقيب المحامين ونائب رئيس المجلس الاستشاري أن قرار البرادعي بالانسحاب من الرئاسة هو قرار خاص به وهو صاحب المبررات والحيثيات سواء في الترشح أو الانسحاب, ويجب علينا ألا نحمل الأمر أكثر من حجمه فهو موقف يخصه فقط.
ورأي الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن البرادعي في انسحابه فعل ما يصحح خطأه عندما ترشح.
ومن جانبه أوضح الدكتور عمرو حمزاوي, النائب البرلماني, أنه يتفهم وجهة نظر الدكتور البرادعي في قراره, ويتفق معه في أن الأمور الآن بها الكثير من العثرات والمواقف.

الأهرام اليومي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Design Blog, Make Online Money