شريط الأخبار

الأربعاء، 18 يناير 2012

مفيش بنزين 80








يبرهن الواقع أن حكومة رئيس الوزراء "كمال الجنزوري" قد فشلت في تدبير احتياجات المصريين من بنزين 80 المحرك الأساسي لوسائل النقل الشعبية في مصر، خاصة في الأقاليم، الأزمة لم تكن فقط في الوقود، بل في ارتفاع الأسعار، التي صاحبت عبارة عفواً لا يوجد بنزين 80.  خلال أقل من شهرين على تولى الجنزوري رئاسة الحكومة التي قيل عنها أنها للانقاذ الوطني، تتعرض وزارة البترول في مصر لأزمة نقص حاد في بنزين 80، والذي يعتمد عليه سائقو وسائل النقل الجماعية (الميكروباص) والتاكسي وسائقو السيارات القديمة، الأمر الذي رفع من سعر البنزين خارج النطاق الرسمي، وأصبح سعره في السوق السوداء يقترب من الضعف. ومع احتدام الأزمة تصرّ وزارة البترول على تأكيدها على إنها تبذل قصاري جهدها، كلام وزارة البترول يتناقض مع الوضع الحقيقي للمحطات، حيث تصطف السيارات طوابير بالساعات للحصول على حصتها من البنزين المنخفض السعر، ولا تخلو أي جلسة بين المواطنين للسمر حول ذكر حوادث وقعت أمامهم  بين السائقين في المحطات بسبب الصراع على أولوية الوقوف بالطابور أو التشاجر مع أصحاب المحطة، الذين يدّعون عدم وجود بنزين أو في قيام مباحث "التموين" بضبط تجار ومهربين وأصحاب محطات يخفون البنزين ويقومون ببيعه في السوق السوداء. ووسط غياب شبه تام للأمن، وجد قلة من أصحاب المحطات ضالتهم في "الفتوات" أو "البلطجية" لحمايتهم من شغب سائقي الميكروباص والتاكسي والنقل الخفيف، حيث دفع الغضب بعضهم إلى الشجار مع عمال المحطات وتحطيم بعضها، كما حدث في محافظات المنيا وكفر الشيخ والغربية.الأمر الآخر، وهو ما حذر منه بعض أعضاء الغرفة التجارية في القاهرة، من أن تفاقم أزمة بنزين 80 سيساهم بشكل كبير في ارتفاع تكاليف نقل السلع بين المحافظات، وبالتالي رفع أسعارها، وهو الأمر الذي سيرهق ميزانية الأسرة المصرية قبل أيام من ذكرى الثورة التي قامت لأجل رفاهيتها وتحسين من وضع تلك الميزانية التي هى في الأصل تعاني أمراضًا عدة.وتشير مصادرنا بالغرفة إلى أن هناك إستغلالاً واضحًا من قبل التجار لمحاولة رفع الأسعار والذي سيحس به المصريون فعلياً بعد أيام عند استلامهم رواتبهم، حيث تؤكد الغرفة أن ما يحدث الآن هو محاولات مدروسة من بعض التجار لرفع الأسعار، خاصة وأنه وعلى مدار السنوات الماضية  كانت أزمة بنزين 80 تتزايد في الموسم الشتوي في مصر ولكن الوزارة  البترول عادتا ما تعد العدة لذلك.انعكست أزمة بنزين 80 بصورة أخرى على ازدياد حدة الشجار بين سائقي سيارات الأجرة بين المحافظات وداخلها، حيث عمد السائقون إلى رفع التعريفة، مما حدا بالبعض للدخول في مشاجرات معهم، إلا أن المواطن في النهاية يمتثل للأمر الواقع، ويدفع الزيادة، خاصة وأن حركة القطارات في مصر أصبحت أقل انتظاماً بسبب كثرة تعطلها، إما بسبب الإضرابات أو قطع خطوط السكك الحديدية، وهو ما تم أكثر من مرة خلال الشهر الجاري.كما دفعت الأزمة سائقي سيارات الأجرة (التاكسي) إلى رفع أجرتهم هم الآخرون، خاصة وأنهم منيوا بخسائر فادحة جراء توقف السياحة الخليجية، والتي كانت بمثابة البيضة الذهبية لهم، حيث كان السائح الخليجي يدفع أضعاف ما يدفعه المواطن أو حتى السائح الغربي، وأدى عزوفه عن زيارة مصر هذا العام إلى إحساس السائقين بفقدان مورد مالي كبير، كان يغطي جزءًا لا يستهان به من دخلهم.دفعت أزمة بنزين 80 بعض سائقي السيارات الخاصة ذات العمر القديم إلى الاستعانة ببنزين 90 والأعلى سعراً بكثير (1.45 جنيه) مما أدى إلى حدوث نقص في الكميات، وهو الأمر الذي سارعت الوزارة معه إلى ضخ كميات إضافية منه، حيث أشارت الوزارة إلى أن مصر تعد واحدة من أعلى الدول في العالم إستهلاكاً للبنزين، حيث تستهلك 800 ألف لتر بنزين في الساعة، 435 ألف لتر منها لبنزين 80 المدعوم بالكامل.حيث لفتت مصادر في الوزارة إلى أن الدولة لا تنوي زيادة كميات بنزين 80 لسببين أساسيين، الأول أنه الأكثر حصولاً على الدعم في الموازنة العامة ولا يمكن زيادة الدعم بأي حال من الأحوال في ميزانية تعاني في الأصل عجزًا مزمنًا، والسبب الثاني لكونه من أكثر أنواع الوقود تلويثاً للجو وأحد أسباب الإصابة بالعديد من الأمراض التي تصيب المصريين، مشيراً إلى أنه كانت هناك خطط مسبقة قبل الثورة لإلغائه تدريجياً، ولكنها توقفت بعد 25 يناير.وعلى الرغم من ذلك، ووفقاً لما نشر من بيانات وتصريحات للهيئة العامة للبترول في مصر، فإنه لم يتم تقليل كميات بنزين 80 المطروحة في السوق، حتى لا تؤثر على الكثيرين من محدودي الدخل الذين يعتمدون عليه.الغريب في الأمر أن الوزارة أشارت على عكس أقوال السائقين إلى أن الطلب على بنزين 80 ارتفع كثيراً في الفترة الأخير بسبب تحول بعض مستخدمي بنزين 90 إلى إستخدام بنزين 80 بسبب الأزمة المالية التي يمر بها المصريون، مما أدى إلى تفاقم الأزمة، على الرغم من أنه يساهم بشكل كبير في قصر العمر الافتراضي لمحرك السيارة بسبب كثرة الشوائب والرصاص به.
www.almogaz.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Design Blog, Make Online Money