شريط الأخبار

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الصومال: لماذا يتعين على العالم أن يقدم يد المساعدة؟




تأمل الحكومة البريطانية في أن يكون مؤتمر لندن بشأن الصومال والذي يبدأ أعماله الخميس القادم في لندن بمثابة الخطوة الأولى على طريق جلب السلام لذلك البلد الأفريقي الذي لم يعرف سوى الخراب والفوضى خلال السنوات العشرين الماضية.
وشأن كثير من الدول الغربية، تعكف بريطانيا على بذل جهود حثيثة لخفض الإنفاق حتى تتمكن من مواجهة الدين الداخلي، ولكن واحدا من المجالات القليلة التي أفلتت من مقصلة الإستقاطاعات هو المعونة الخارجية.
فما السر إذن في أنه في وقت التقشف والإستقطاعات تسعى حكومات الغرب إلى تقديم المساعدات لإحلال السلام في بلد كثيرا ما يوصف بأنه "دولة فاشلة" وسكانها يقتتلون فيما بيهم ولم تنجح معهم أكثر من 15 حاولة سابقة لإحلال السلام؟.
الحكومة البريطانية تقول إن من مصلحتها إن تقوم بهذا المسعى.

إرهاب

فحركة الشباب المجاهدين الإسلامية المتشددة في الصومال أعلنت مؤخرا انضمامها إلى تنظيم القاعدة، كما وردت أنباء موثوق بها بوجود "أجانب" ينخرطون في معسكرات تدريب في مناطق نائية من الصومال وتحت إشراف إسلاميين متشددين.
ويقول مسؤولون بريطانيون إن عدد حاملي الجنسية البريطانية الخاضعين لتلك التدريبات في الصومال يزيد عن عدد حاملي أي جنسية أخرى كما يزيد عن عدد حملة الجنسية البريطانية المشتبه في ضلوعهم في أنشطة إرهابية في أي دولة أخرى في العالم.
وتشير تقديرات مؤسسة الأبحاث الأمنية البرطانية المعروفة باسم "رويال يونايتد سكيوريتي" إلى وجود نحو 50 من رعايا بريطانيا يعيشون في الصومال داخل معسكرات يعتقد أنها للتدريب على الأعمال الإرهابية، وحذرت المؤسسة من احتمال عودة هؤلاء إلى بريطانيا لتنفيذ أعمال إرهابية.
وتصنف المخابرات البريطانية الصومال إلى جانب اليمن باعتبارهما "مصادر رئيسية للقلق".
كما أن الدول المجاورة للصومال، وأهمها إثيوبيا وكينيا حيث تعيش جاليات صومالية كبيرة، تشعر بالخوف من أن تقوم حركة الشباب الإسلامي بشن هجمات إرهابية انطلاقا من الصومال على أراضي أيا منهما، كما فعلت في أوغندا عام 2010.








وقد حدا ذلك الخوف بالدولتين إلى إرسال قوات مقاتلة إلى داخل الصومال خلال العامين الماضيين في محاولة لكسر شوكة حركة الشباب.
وإذا كان من غير المحتمل أن تقدم الدول الغربية على خطوة مماثلة، فإن الخبراء الإستراتيجيين في تلك الدول يأملون في التوصل إلى إطار لتنسيق الجهود ضد أنشطة الإسلاميين في الدول الثلاث ودعم معسكر الحكومة الصومالية التي تساندها قوات قليلة من الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، خاصة بعد أن نجح ذلك المعسكر مؤخرا في السيطرة على العاصمة مقديشيو.
وتأمل بريطانيا في استثمار الخسائر التي منيت بها حركة الشباب الإسلامية في الآونة الأخيرة لحاولة بسط السيطرة الحكومية على كامل أرض الصومال والقضاء نهائيا على معسكرات التدريب التي يتعقد أنها تخدم الإرهاب.
ووسط ظروف البؤس والفقر المدقع التي يعيش فيها أبناء الصومال، أصبحت القرصنة واحدة من أيسر السبل التي يمكن من خلالها كسب المال الوفير وضمان العيش الرغد.
ووجد المسلحون الصوماليون أن من أيسر الأمور الإستيلاء على سفينة تجارية بطاقمها أو مركب سياحية تحمل أثرياء غربيين، واحتجازهم رهائن لمطالبة الشركات أو الأقارب بدفع فدية عادة ما تكون بضعة ملايين من الدولارات، وعادة ما ينجح ذلك الأسلوب ويحصل القراصنة على مبتغاهم.
ولم تسلم حتى ناقلات البترول وحاملات الدبابات وسفن الكيماويات السامة من هجمات قراصنة الصومال في مواضع بعيدة عن الساحل الصومال وصولا إلى قلب المحيط الهندي.
واستجابت الأساطيل من كل أنحاء العام لهذا التهديد المتزايد بإرسال السفن الحربية لحراسة الساحل الصومالي المطل على خليج عدن والمحيط الهندي.
وأسفر ذلك الجهد عن تراجع في عدد السفن التي تقع في قبضة القراصنة، ولكن ذلك لم يقض على هجماتهم بصفة نهائية، كما لوحظ أن تلك الهجمات أصبحت أبعد كثيرا من الساحل حيث نقل القراصنة هجماتهم بعيدا عن السفن الحربية الدولية ، كما أصبحت الهجمات أكثر عنفا وشراسة مع ارتفاع درجة المخاطرة.
ومن المقدر أن هجمات القراصنة الصوماليين على السفن التجارية والسياحية قد كلفت حركة التجارة العالمية نحو عشرة مليارات دولار من أموال الفدية ورسوم التأمين الأعلى والصفقات الملغاة أو الرحلات الأطول عبر رأس الرجاء الصالح بدلا من الطريق الاقصر عبر خليج عدن وقناة السويس.
ومن البديهي أن مثل تلك التكاليف الإضافية تنتقل بصورة آلية إلى المشترى النهائي مما يعني ارتفاعا غير مبرر في أسعار السلع في وقت يسعى فيها خبراء الإقتصاد إلى إخراج العالم من حالة الركود عبر تخفيض الأسعار لإنعاش الأسواق. ويبدو أن حل إرسال السفن الحربية إلى ساحل الصومال لن يكون سوى حل مؤقت وأن الحل الدائم هو إحلال السلام واستعادة حكم القانون هناك تمهيدا للبدء في رفع مستوى المعيشة ، إعتمادا على ماهو مؤكد من تمتع ذلك البلد بثروات طبيعية كبيرة تنتظر من يكشف عنها النقاب.
والواقع أنه عقب طرد حركة الشباب الإسلامية من مقديشيو أصبحت العاصمة الصومالية مدينة أكثر هدوءا ، وشوهد فيها رجال مرور وسيارات تاكسي ومشاة ومقاه لا يتعرض روادها لإطلاق النار وهم يشربون فيها القهوة.

الوضع الإنساني

خلال العام الماضي أصيبت منطقة شرق أفريقيا بموجة جفاف نتيجة لشح المطر كانت الأسوأ منذ ستين عاما.
وبالنظر إلى حالة الفوضى وانعدام البنية الأساسية في مجالات الري وترشيد المياه في الصومال، كان ذلك البلد هو الأكثر تضررا من الجفاف، خاصة مع حقيقة أن آلافا من الصوماليين كانوا يعيشون بالفعل في العراء نتيجة الحرب وليس لديهم ما يقتاتون عليه سوى نبت الأرض الذي ضاع نتيجة الجفاف.

وأصبحت مشاهد الأطفال من ضحايا الهزال وسوء التغذية شائعة في وسائل الإعلام في العالم، وأشارت التقديرات إلى أن آلافا من الصوماليين، معظمهم من الأطفال، قد هلكوا في الصحراء عطشا أو جوعا نتيجة نقص المياه أو الغذاء أو كليهما .
وفي الوقت نفسه فإن محاولات منظمات الإغاثة الدولية لإيصال المعونات إلى المتضررين في نحو ست مقاطعات صومالية ضربتها كارثة الجفاف قد تعثرت نتيجة التحارب بين الفصائل الصومالية.
ففي ذلك الوقت كان معظم الصومال خاضعا لسيطرة حركة الشباب الإسلامية التي عمدت إلى حظر أنشطة منظمات الإغاثة ، وخاصة الغربية، بدعوى أنها منظمات تبشيرية أو أنها تبالغ في تصوير حجم معاناة المتضررين لتحقيق مآرب أخرى من وراء أنشطتها، وأنها متحيزة ضد الإسلام والإسلاميين بصفة عامة.
والواقع أنه لو كان الصومال يتمتع بوجود حكومة مركزية مستقرة لكان ضرر الجفاف على سكانه أخف بكثير ولأمكن إنقاذ مئات الأرواح التي أزهقها الجوع والعطش.
وتقول تقارير الأمم المتحدة إنه بالرغم من أن جهود الإغاثة الدولية نجحت في إنهاء حالة الكارثة الإنسانية في الصومال إلا أن نحو ثلث سكان البلد ، أي حوالي 2.34 مليون نسمة ، لا يزالون يعيشون في أزمة إنسانية ويعتمدون بصفة أساسية على المعونة الدولية لعجزهم عن إطعام أنفسهم.
BBC



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Design Blog, Make Online Money