شريط الأخبار

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

جمعة لقيطة تطنطن للوطنطن


دخلنا مرحلة الإسفاف فى التعامل العدائى مع الثورة، وهل أكثر ابتذالا من الترويج لتلك الجمعة اللقيطة تحت شعار «لم الشمل»؟

إنهم الآن يكثفون الضربات فى ربع الساعة الأخير قبل 25 يناير المقبل، يحفرون أخدودا هائلا لدفن الثورة ومواراتها الثرى «قتل أصحاب الأخدود» ويشقون الأنفاق لفتح ميدانى الثورة والثورة المضادة على بعضهما البعض مستخدمين شعارات خادعة مثل «جمعة لم الشمل» بحيث يجتمع جمهور القتلة مع جمهور الشهداء والضحايا فى رقصة مجنونة، تعبر عن انتحار القيم والمبادئ، وتخلط العذب الفرات بالملح الأجاج فى مجرى صناعى واحد.

وبالتوازى مع ذلك تمضى ماكينة الإعلام فى التعامل مع الثورة على أنها فعل ماض، وليست فعلا مضارعا مستمرا، ولاحظ أن «نكتة لم الشمل» بدأت بكذبة مختلقة رددها بعض الإعلام الساذج بدون وعى، فيما روج لها آخرون بمنتهى الخبث، لكن السذج صدقوا الكذبة أو النكتة وتعاملوا معها بمنتهى الجدية، دون أن يتوقف أحد ليسأل نفسه: هل يصح علميا أن نحصل على مركب ثالث من مزج الزيت بالماء، أو النار بالماء؟

علميا لم يثبت أنه من الممكن أن يمتزج الزيت بالماء، وعمليا ناتج مزج النار بالماء هو الهباب، فأى هباب أكثر من هذا الذى نعيشه؟

إن كل الوقائع على الأرض تؤكد أن الثورة تنزف منذ 11 شهرا، تحت وابل من الطعنات ممن تمسحوا فى الثورة فى المبتدأ، ثم انقلبوا عليها فى الخبر، وهاهم يمثلون بجثث شهدائها فى الحال.. وللتغطية على كل ذلك يؤلفون سيناريوهات بلهاء عن استهداف أجنبى للوطن، يذكرونك وهم يتحدثون عن الوطن بالفنان حسن كامى فى فيلم سمع هس، حيث «يطنطنون للوطنطن» بلا روح أو إحساس.

إن أحدا من محترفى البكاء الصناعى على «الوطنطن» لم يتوقف لحظة عند آلام وعذابات أهالى الشهداء المصعوقين بحكم جنايات القاهرة أمس الأول، لكنهم رقصوا وطنطنوا على موسيقى اقتحام مقرات منظمات حقوق الإنسان، مرددين ساقط الغناء عن «الأمن القومى» وليذهب أمن المواطن وحريته وحياته إلى الجحيم.

والحاصل أن السادة الذين يحموننا بالحديد والنار ومنحة المليار يراهنون الآن على تحويل الثورة إلى مجرد «حركة معارضة» بعد أن نافقوها وتملقوها وامتطوها للوصول إلى سدة الحكم، وبالتالى يتحول الثوار إلى مجموعة من المشاغبين المخربين العملاء الممولين، ويتحركون فى مسار تغيير الجغرافيا السياسية لميدان التحرير، بحيث يكون وعاء للثورة المضادة والفلول، يمكن من خلاله إذابة الكتلة الثورية الحقيقية فى محيط هادر من «الثوريين الاصطناعيين» وهؤلاء أشد خطرا على الثورة من خصومها الصرحاء الواضحين.

ومن أسف أن الذين تسللوا خفافا والتحقوا بقطار الثورة فى أول محطة توقف بها بعد إزاحة المخلوع، ومنهم رجال أعمال تربوا فى حظائر نظام المخلوع، يلعبون دورا خطيرا الآن بمشاركتهم فى لعبة «لم الشمل» ويقفون فى منتصف المسافة بين «التحرير» و«العباسية».. ليتحولوا إلى فريق من «بتوع غمرة» بما يجعل «تامر بتاع غمرة» أكثر منهم اتساقا مع الذات

المصدر / الشروق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Design Blog, Make Online Money