شريط الأخبار

الاثنين، 9 يناير 2012

أحمد المسلمانى يروى ما بعد إسرائيل «2»: النزعة النازية فى إسرائيل سببها الإحساس بالفشل.. والشعور بالتآكل.. هددت واشنطن منظمة اليونسكو بالعقاب المالى بسبب قبول دولة فلسطين عضواً فى المنظمة الدولية



يواصل الإعلامى أحمد المسلمانى فصول كتابه «ما بعد إسرائيل»، حيث تناول أمس كيف فوجئت إسرائيل وأمريكا بالثورة المصرية والدور المصرى فى مواجهة إسرائيل، وكيف تؤثر تحولات الربيع العربى على مستقبل إسرائيل، وكيف كان الجيش المصرى يشعر فى السنوات الأخيرة بأن جولة جديدة من المعارك مع إسرائيل قد تكون وشيكة.. واستمر الفكر العسكرى المصرى يضع إسرائيل فى وضع الدولة التى قد نقاتلها قريبًا، ويواصل اليوم حلقة جديدة من البحث عما بعد إسرائيل، وهى فصول الكتاب الذى ننشره يوميا.

إن النزعة النازية فى إسرائيل ليست موقفًا فكريّا أو أخلاقيّا فسحب، بل لها أسبابها الموضوعية فى الإحساس بالفشل والوهن والشعور العام بتآكل إسرائيل. إنها نزعة تحاول الرد على الهزيمة الداخلية التى أعقبت حرب 1973 ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. إن جانبًا من الفكر السياسى العربى كان يركز على قوة وتماسك المجتمع الإسرائيلى بعد حرب 1967، وجانب أقل كان يركز على ضعف وتراجع المجتمع الإسرائيلى بعد حرب 1973، وجانب لا يذكر ذهب يبحث فى زيادة معدل التدهور الإسرائيلى بعد كامب ديفيد.. ذلك أن أغلب الفكر السياسى العربى كان يتحدث عن التدهور المصرى والعربى بعد كامب ديفيد دون رؤية ما الذى يجرى فى الناحية الأخرى.

وقد كان لافتًا للانتباه ما جاء فى رسالة الدكتوراه التى أقرها معهد البحوث والدراسات العربية للباحث الفلسطينى «أحمد وفيق عوض»، والتى رصد فيها تدهورًا حادًا فى إسرائيل بعد كامب ديفيد.. يقول الباحث: «إن إسرائيل ذات الطابع العلمانى والاشتراكى والقومى بدأت منذ عام 1977 تنحدر نحو الرؤية الدينية المتعصبة، أصبح الإسرائيليون يصوّتون أكثر فأكثر لصالح طوائفهم وأيديولوجياتهم أكثر من صالح الدولة.. زاد المتدينون فى الجيش والشرطة.. قد تصبح إسرائيل عما قريب غير إسرائيل التى تأسست عام 1948».

لقد توالت مؤشرات تراجع «الدولة الحديثة» فى إسرائيل.. حيث زاد الفقر والجهل.. كما زادت أعداد الكافرين بالدين والدولة، وزادت معهم أعداد المهاجرين من إسرائيل إلى أى مكان آخر.

زاد الفقر فى إسرائيل حتى وصل إلى نسبة «%30»، وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن الجهاز المركزى للإحصاء لعام 2011، فإن إسرائيل عضو فى منظمة البلدان المتطورة «OECD» والتى تضم «34» دولة.. أصبحت إسرائيل الأسوأ فى كل مؤشرات الفقر والتدهور وتدنى مستوى المعيشة بين كل بلدان المنظمة. لقد توازى الفقر مع الجهل حيث تزيد نسبة المتدينين الذى لا يعرفون شيئًا عن العلوم الحديثة، وكل معارفهم تقع داخل التوراة والكتب الدينية.

وبالمقابل فقد ظهر تيار آخر أصبح كافرًا تمامًا وخارج الدين. وفى عام 2011 رفع الأديب الإسرائيلى يورام كانيوك دعوى أمام المحكمة من أجل تغيير خانة الديانة من «يهودى» إلى «ملحد»، ومن بعده ذهب قائد سلاح الجو الأسبق «عاموس عامير» بطلب لتغيير ديانته إلى ملحد.. أما الشاعر الإسرائيلى «عودد كراملى» فقد أسس صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» للراغبين فى التحول من «اليهودية» إلى «الإلحاد»، وهى الصفحة التى انضم لها «600» إسرائيلى فى اليوم الأول فقط!

وقد دفعت هذه الصدمة الحاخام الأكبر السابق «إسرائيل لاو» للاعتراض والفزع.. وقال لاو: «إذا تخلينا عن اليهودية لن نكون أمّة.. نحن أمة بسبب التوراة.. وبدونها ينتهى وضعنا كأمة.. إن هذا تدمير تام لتاريخنا ودولتنا وأمّتنا».

إن الكفر بالدين يتوازى معه صعود ظاهرة الكفر بالدولة.. لم تعد إسرائيل هى المكان المفضل لهجرة اليهود.. بل عادت ألمانيا موطنا جديدًا لهجرة اليهود إليها.. أو بتعبير أدق: عودة اليهود إلى ألمانيا. وقد نقلت صحفية الأهرام عن وكالة الأنباء الفرنسية تقريرًا مهمًا حول الهجرة من إسرائيل.

إن مخاوف الحاخام «لاو» هى مخاوف طبيعية.. ذلك أن «اليهودية» هى الغطاء الأيديولوجى للمشروع الصهيونى.. وأن التحول منها إلى «الإلحاد» يرفع هذا الغطاء.. لكن آخرين كانوا يرفعون غطاء آخر لم ينتبه إليه «لاو».. هو أن معظم اليهود الحاليين هم من «المتحولين»، أى الذين تحوّلوا من غير اليهودية إليها.. أى أنهم لم يكونوا يهودًا ولا هم من نسل بنى إسرائيل، بل هم أناس وأفراد من أديان ومذاهب شتى، اعتنقوا اليهودية فى إطار «تغيير الدين»، وقد جاء كتاب «شلومو ساند» الأستاذ فى جماعة تل أبيب قويّا وصادمًا فى هذا السياق، ويذهب «ساند» فى كتابه «اختلاق الشعب اليهودى» الذى صدر عن «دار فيرسو» فى لندن عام 2010، إلى أن أغلب اليهود هم من المتحوّلين دينيّا.. من لم تطأ أقدامهم الأرض المقدسة.. ومن ثم فإن نظرية تأسيس دولة إسرائيل على أساس أن «الشعب اليهودى» الذى تأسس فى زمن التوراة قد تاه وتبعثر ثم هو يعود الآن إلى أرض الميعاد هى نظرية غير صحيحة.. لم يكن هناك منفى ولا شتات، ولا يوجد اليوم شعب إسرائيلى بل هو تجمع من هذا الشتات.

ثم يتحدث «ساند» عن التحول الدينى الكبير لمملكة «الخزر» فى البحر الأسود إبان القرن الثامن الميلادى إلى مملكة يهودية كشكل من أشكال الحياد الدبلوماسى أثناء الصراع الإسلامى المسيحى، وأن تحول «مملكة الخزر» شجع بعضًا من ذوى الأصول العرقية المختلطة الذين يشكلون أجداد اليهود الشرقيين الآن إلى اعتناق اليهودية، خروجًا من ديانات أخرى، ثم ينتهى «ساند» للقول: «لا يوجد شعب إسرائيلى الآن.. إن إسرائيل مشروع سياسى.. إنه بلد جديد تماما.. إنها أمة مخترعة».

يرصد التقرير موجة كبيرة من هجرة اليهود الإسرائيلين إلى بلدانهم الأصلية من جديد. فقد ترك الآلاف إسرائيل وعادوا إلى ألمانيا حيث قام «50» ألف يهودى إسرائيلى بإحراق جوازات سفرهم الإسرائيلية وعادوا إلى بلادهم فى أوروبا الشرقية، ثم قدموا طلبات هجرة إلى ألمانيا.

ومنذ عام 1989 حين انهار حائط برلين ويهود أوروبا الشرقية لا يهاجرون إلى إسرائيل بل إلى ألمانيا.. وقد زاد عددهم فى سنوات على الـ«100» ألف مهاجر، إن «إسرائيل الحلم» تتراجع، والهجرة التى كانت مقدسة لم تعد كذلك أو بتعبير الوكالة الفرنسية «بعد سنوات من هجرة الأجداد عاد الأحفاد وبدلًا من أن يتشبثوا بحلم الأجداد باعوا الحلم وغادرو أرض الميعاد».

لقد دفعت هذه الانهيارات المتتالية رئيس الوزراء الأسبق «إيهود أولمرت» للهجوم على الذين لا يزالون يؤمنون بفكرة إسرائيل الكبرى غير مدركين أن إسرائيل الصغرى تنهار.. يقول أولمرت فى وضوح: «الواهمون فقط يعتقدون أن إسرائيل الكبرى مازالت ممكنة.. هذا فقط فى خيال الواهمين الذين لا يفهمون الحقيقة».

لقد أصاب أولمرت تمامًا.. إن خرافة إسرائيل الكبرى لا توجد إلا فى أذهان الواهمين، بل إن التعاطف من نظرية «دولة إسرائيل» الصغرى يتآكل ويتراجع.. وهو ما أصاب الفكر السياسى الإسرائيلى بالانفعال والانفلات.. لقد تجلى هذا الانفعال فى التعامل الإسرائيلى مع الخطاب الشهير للرئيس الأمريكى باراك أوباما فى جامعة القاهرة.

بلغ الانزعاج مداه فى إسرائيل، وذلك ليس بسبب السياسة، ولكن بسبب الفلسفة.. إنه الانزعاج من الإطار النظرى فى خطاب أوباما، حيث رأت إسرائيل فى الخطاب إهانة لبنى إسرائيل ولتاريخ اليهود ولأرض الميعاد والتعامل معها كأزمة سياسية فقط لا غير.

وكتبت صحيفة «جيروزاليم بوست» تقول: «إن أوباما تحدث عن المحرقة وحدها».. وتجاهل تاريخًا طويلاً من معاناة اليهود، امتد ثلاثة آلاف عام، إن معنى كلام أوباما أن أوروبا قد جاملت اليهود، فأعطتهم أرض فلسطين تعويضًا لهم عن المحرقة.. إن أوباما يرسّخ عند العرب أنه ليس لليهود وجود تاريخى هنا، وأننا دولة أجنبية فى المنطقة.. وأن «المحرقة النازية» هى السبب فى وجودنا.. وليست أرض الميعاد هى السبب فى قيام دولتنا، وقد جاءت تعليقات القراء ساخطة هى الأخرى: «أوباما لا يريدنا.. ونحن لا نريده».. «حان وقت تغيير الحليف». وكتب آخر: «إن المكان الطبيعى لخطبة أوباما هو المجارى».. وكتب ثالث: «هل يعتبر أوباما أن المحرقة هى كل الموضوع؟.. إذا كان الأمر كذلك.. فلتذهب المحرقة إلى الجحيم.. إن الموضوع ليس المحرقة بل أرض الميعاد».. وكتب رابع: «إن أوباما تحدث عن الإسلام الذى لا يعرفه.. لقد ساوى أوباما ما بين أخلاقيات الغرب المتحضرة والمتسامحة، وأخلاقيات الاسلام المتخلّفة».. وكتب خامس: «إن أوباما شبّه المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل بالمقاومة التى قادها السود فى أمريكا ضد البيض».. وكتب سادس: «إن أوباما تحدث عن القدس باعتبارها مكان الإسراء والمعراج ولقاء الأنبياء.. أى أنها مدينة الجميع وليست مدينة اليهود».. وكتب سابع: «لقد شاهدنا فيلما بعنوان البلهاء»، بطولة «أوباما حسين»!

لقد زاد التعصب الإسرائيلى إزاء أفكار وسياسات الرئيس الأمريكى بارك أوباما عقب دعمه لتأسيس لوبى إسرائيلى آخر غير «الايباك» وهو لوبى «جى – ستريت» الذى يتخذ مواقف أكثر مرونة واعتدالًا من «الايباك».. «الايباك» أقوى جماعة ضغط فى الولايات المتحدة، وهى جماعة ضغط ليكودية متطرفة تدفع السياسة الأمريكية إلى التطرف وراء إسرائيل. يعمل اللوبى الإسرائيلى «الايباك» فى العلن وفقًا للقوانين والتقاليد الأمريكية، ولا تزيد ميزانية «الايباك» على «70» مليون دولار سنويا، ولكن حجم التأثير على السياسة الأمريكية بلا حدود.

ويلفت الدكتور حازم الببلاوى الانتباه إلى أنه من الضرورى أن نتحاور مع «الايباك» علانية وإخراجه إلى النور.. ومعرفة ماذا يريد بالضبط؟ هل يريد القضاء على الفلسطينيين؟ علينا مواجهته مباشرة، إنه لا جدوى من الحوار مع الحكومة الإسرائيلية أو الحكومة الأمريكية دون الحوار مع «الايباك»، ذلك أن «الايباك» هو قوة التنفيذ الحقيقية.. هو الذى يجبر الإدارة الأمريكية على القرارات المطلوبة لصالح إسرائيل.

ويرى عدد من الباحثين البارزين أن القيمة الاستراتيجية لإسرائيل قد تراجعت، وأن الحديث عن القيم المشتركة ومكافحة الإرهاب حديث عن مصالح غير حقيقية.. ولكن «الايباك» هو الذى يبقى على توهم هذه القيمة الاستراتيجية وهذه المصالح المشتركة.

على الضفة الأخرى من الأطلسى يوجد النفوذ الكبير للمجلس الأعلى لليهود فى ألمانيا، وحسب البروفيسور «هاجن هورست»، وهو أستاذ فى جامعة برلين، فإن «المجلس الأعلى لليهود» يتدخل فى كل شىء تقريبا. فقد حدث أن طلب المجلس طرد لاعب كرة قدم ألمانى لأنه رفض أن يلعب فى مباراة ودية مع المنتخب الإسرائيلى، كما حصل المجلس على حكم بالسجن ضد مواطن ألمانى لأنه لم يقتنع بواقعة المحرقة.

ونجح المجلس فى إقناع عدد كبير من الشباب الألمانى بالذهاب إلى إسرائيل لمساعدة العجائز والأيتام، تكفيرًا عن الذنب، وفى برلين يقام أكبر متحف للهولوكوست فى العالم.. ولا يزال هناك من يرى قبول تأسيس دولة يهودية ثانية فى ألمانيا.. وهى فكرة تعود إلى ما بعد هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية حيث انتقد صحفى ألمانى يدعى «دودى بيسى» رفص ألمانيا تخصيص قطعة أرض لإنشاء دولة يهودية عقب الحرب العالمية الثانية، وكان «بيسى» يدعو لإقامة دولة يهودية فى ألمانيا، فى الوقت الذى كان صحفى آخر هو «ميشيل كابون» يدعو لإنشاء دولة يهودية فى آلاسكا.

يعمل المجلس اليهودى فى ألمانيا فى المجال العام على نحو فعال.. لكن ضغوطه السياسية بشأن الصراع العربى الإسرائيلى ليست فى جنوح «الايباك»، كما أنها ليست فى قوته، وتظل السياسة الألمانية أكثر استقلالًا فى مواجهة الرؤى الحاكمة للمجلس.

غير أن الولايات المتحدة لا تزال أسيرة «الايباك».. ولكن مدى وعمق الأسر الإسرائيلى للقرار الأمريكى قد دفع بعض المثقفين الأمريكيين لإعادة النظر.. بل والسعى للتخلص التدريجى من العبء الإسرائيلى على المصالح الأمريكية.

يفنّد «ستيفن وولت»، من جامعة هارفارد، و«جون مير شايمر»، من جامعة شيكاغو، فى دراستهما الأكاديمية الرصينة، العلاقة الأمريكية الإسرائيلية.. تلك الفرضية السائدة حول تطابق المصالح بين واشنطن وتل أبيب يذهب المؤلفان إلى القول بأن استفادة الولايات المتحدة من إسرائيل قول خاطئ.. وينقلان عن.. «هارون براون» رجل السياسة البارز فى فترة «جيمى كارتر» قوله للصحفى المعروف سيمورهيرش: «يبدو لى أن الفكر القائلة بأن إسرائيل تمثل ورقة استراتيجية هى فكرة هوجاء تماما».

ويقرر المؤلفان أن الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل عام 1973 كان كارثيا على أمريكا.. فقد كلّف واشنطن الكثير بعد صدور قرار حظر تصدير النفط.. وهو ما ألحق أضرارًا اقتصادية بالغة، ثم إن قوة إسرائيل لم تستطع حماية المصالح الأمريكية حين قامت الثورة الإيرانية عام 1979.. حيث لم يكن فى وسع الولايات المتحدة الاعتماد على إسرائيل، فأسست «قوة الانتشار السريع» الخاصة بواشنطن.

وفى حرب تحرير الكويت عام 1991 كانت إسرائيل عبئًا على السياسة الأمريكية.. لم تستطع الولايات المتحدة استخدام القواعد العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب خشية انهيار التحالف.. بل كانت إحدى المهام الأساسية للسياسة العسكرية الأمريكية هو الضغط على إسرائيل لكى لا تدخل الحرب إلى جانب الولايات المتحدة!

وحتى بعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت إسرائيل عبئًا على الحرب ضد الإرهاب، وحتى المنظمات التى تهدد أمن إسرائيل مثل حزب الله وحماس.. لا تهدد الأمن الامريكى.. ولم تقم بأى سلوك معادٍ للولايات المتحدة إلا حين تدخلت واشنطن فى لبنان عام 1982، ثم إنه - بحسب الكاتبين - لا يوجد عنف عشوائى فلسطينى.. بل هو عنف منظم وله منطق وهو دائما رد على ما تفعله إسرائيل.

وعلى الرغم من هذا العبء الاستراتيجى، فإن واشنطن استخدمت حق الفيتو لصالح إسرائيل بعدد يفوق العدد الإجمالى للمرات التى استخدم فيها أعضاء مجلس الأمن الآخرون حق الفيتو.

وتعرقل الولايات المتحدة وضع السلاح النووى الإسرائيلى على جدول أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وفى مفاوضات كامب ديفيد بين الإسرائيليين والفلسطينين عام 2000. قال أحد المشاركين الأمريكيين فى المفاوضات: «لقد كنّا فى الأعّم الأغلب من الحالات نقوم بدور المحامى عن إسرائيل»!

وفى عام 2011 هددت واشنطن منظمة اليونسكو بالعقاب المالى بسبب قبول دولة فلسطين عضوا فى المنظمة الدولية.

وإذا أضيف لذلك جانب المساعدات المالية.. حيث منحت واشنطن إسرائيل مساعدات لا مثيل لها.. فإن عبء إسرائيل الاقتصادى يضاف للعبء السياسى والاستراتيجى.

يحدد «ستيفن وولت» و«جون ميرشايمر» حجم المساعدات التى تلقتها إسرائيل من الولايات المتحدة ما بين عامى 1973 و2003 بنحو «140» مليار دولار.. أى أن إسرائيل قد حصلت على هذا الحجم الأسطورى من المعونات فى ثلاثين عامًا فقط!

وتتلقى إسرائيل سنويًا ثلاثة مليارات دولار مساعدات أمريكية مباشرة، الأمر الذى يعنى أن الولايات المتحدة تقدم لكل «إسرائيلى» عونًا مباشرًا قدره «500 دولا» سنويا!

لقد طرح «إيلان بابى» السؤال الأكثر جرأة: «إن ميزان القوى العسكرية حاليا لصالح إسرائيل.. لكن يمكن أن يتغير فى أى لحظة.. إذا ما قررت أمريكا سحب دعمها لإسرائيل».

ويمضى الكاتب الأمريكى توماس فريدمان قائلًا: لقد واكب الربيع العربى فى 2011 انهيار أركان الأمن الاستراتيجية: السلام مع مصر، والاستقرار مع سوريا، والصداقة مع تركيا.. «إن طرد السفيرين الإسرائيلين فى القاهرة وأنقرة، وإخلاء السفارة الإسرائيلية فى عمان يعنى انهيار جهد سنوات طويلة من العمل على الاندماج كجارة مقبولة فى المنطقة تلفظ من داخلها دولة اليهود»، ثم يصل توماس فريدمان للقول: «إن إسرائيل تمارس سياسات تتناقض مع مصالحها، ومع مصالح الولايات المتحدة.. إن إسرائيل لا توفر لأوباما أى وسيلة للدفاع عنها.. هى أمام خيارين: الاعتدال أو العداء مع الجميع.. وإلا تدهورت عزلة إسرائيل أكثر من ذلك وأخذت معها الولايات المتحدة».

لقد هبطت إسرائيل فى عام 1973 ثم واصلت الهبوط بعد عام 1977.. ثم وصل الهبوط مدى جديدا فى حرب عام 2008.. ثم تواصل مع موجة الربيع العربى فى عام 2011.. فقدت إسرائيل بريق الدعاية، واستنفدت حملة العلاقات العامة طاقتها فى الترويج والتسويق.. لم تعد إسرائيل كما كانت فى عام 1967.

اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Design Blog, Make Online Money