شريط الأخبار

الاثنين، 23 يناير 2012

تونس: نفوذ التيار الإسلامي يتصاعد والمرأة تترقب



أثار تصاعد التيار الإسلامي بعد الثورة في تونس خشية البعض من إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية أو بعض بنوده، وهو القانون الذي يراه معظم الليبراليين منصفا.
ومما زاد من هذا التخوف انتشار الحجاب بل والنقاب أيضا الذي كان محظورا فى المؤسسات الحكومية والتعليمية فى عهد بن علي.
وجعل هذا البعض يتساءل عما إذا كانت هناك محاولات للحد من تنوع المشارب في المجتمع التونسي، أو إذا كانت هناك محاولة لفرض نموذج موحد للمرأة التونسية يبدأ بالزي الإسلامي الذي لم تعتده تونس كثيرا من قبل.
ومن المعروف ان المرأة في تونس تمتعت بالكثير من الحقوق مقارنة ببلدان مشابهة أخرى، وكان لحكومة الحبيب بورقيبة، أول رئيس تونسي بعد استقلالها عن فرنسا، دور رئيسي فى إرساء قانون الأحوال الشخصية منتصف القرن الماضي.
وكان هذا القانون قد صدر عام 1956، وقد أثارت بنوده الجدل، لما نص عليه من المساواة التامة بين المرأة والرجل ومنع تعدد الزوجات ومعاقبة من يخترق هذا البند بالسجن لمدة عامين بالإضافة إلى منع اكراه الفتاة على الزواج.
وتجدد هذا الجدل بصيغة مختلفة بعد الخطاب الأول للرئيس الجديد، المنصف المرزوقي، الذي قال فيه إنه سيوفر الحماية لجميع التونسيين والتونسيات وخص بالذكر "المحجبة والمنقبة والسافرة".
وأثارت مفردة "السافرة" علامات استفهام خصوصا أن البعض يفهمها في تونس على أنها تطلق على المرأة ذات السلوك غير القويم.
واختلفت آراء التونسيات حول نفوذ التيار الإسلامي ومستقبل المرأة، فمعظم المحجبات والمنقبات يرين في ذلك فرصة لاتجاه المرأة التونسية إلى الدين بشكل أكبر من ذي قبل.
بينما تطالب النساء النساء اللاتي لا يرتدين حجاباً او نقاباً بأن لا تمسّ حريتهن.

غير المحجبة

"والله فى حريات أكثر الآن لأنه من الطبيعي أن نتمتع بحريات أكثر بعد الثورة على عكس الوضع من قبل".
بهذه الكلمات استهلت سيدة تونسية تدعى وفاء فى منتصف الأربعينيات حديثها عن وضع المرأة التونسية بعد الثورة.
وفاء التي لا ترتدي الحجاب لا تمانع في تصاعد التيار الإسلامي فى الحياة السياسية في تونس طالما أنه لن يمثل أي تهديد على حرياتها كامرأة وأسلوب حياتها التى اختارته لنفسها.
تقول وفاء لبي بي سي : " إذا كان ارتداء الحجاب بقناعة فأنا لست ضده ولكن الأهم أن يظل كل واحد على قناعاته وحرياته وأن لا يفرض على المرأة أي شيء بالسيف".
وترى وفاء أن الحرية التى تمتعت بها المرأة فى عهد بن علي لا يمكن التراجع عنها بل من المفترض أن تحصل على المزيد من الحريات بعيدا عن أي وسائل للإجبار أو فرض معتقدات معينة على أسلوب حياتها.
أما عن ذكر المرزوقي كلمة سافرة في أول خطاباته للشعب التونسي فى إشارة إلى المرأة غير المحجبة فقالت وفاء : " إن هذه الكلمة تضايق منها الكثير ولكنه أسيء فهمها لأنه لم يكن يقصد معنى سيء من استخدامها".
لكنها رفضت أن تطلق هذه الكلمة على المرأة غير المحجبة.

المحجبة

أما عن زينة التي تبلغ من العمر الخامسة والعشرين عاما، فقد ارتدت الحجاب بعد قيام الثورة التونسية لأنها أصبحت "حرة" على حد قولها.
تقول زينة : "من سبع أو ثمان سنوات ارتديت الحجاب وبعدها أجبروني على خلعه" في إشارة إلى نظام بن علي.
وتستكمل حديثها:" قبل الثورة كان هناك حرية صحيح لكن ليس فى الحجاب أما الآن الوضع اختلف رغم أننا ما زلنا متأثرين بالقوانين والحريات السابقة".
و ترى زينة أن المرأة التونسية تحتاج إلى الدين فى الفترة القادمة حيث تقول:" على المرأة التونسية أن تعرف دينها أكثر وتلتزم بقواعده أكثر مما اعتادت عليه".
ومع أن زينة تميل أكثر الى أن تلتزم المرأة التونسية بالزي الإسلامي فإنها تؤمن أن الحكومة الجديدة لن تفرض نموذجا للمرأة التونسية أو لباس معين وتقول :"ستظل كل امرأة تونسية تتمتع بحريتها فى الإختيار".

المنقبة

"بعد الثورة نحن فى نعمة والحمد لله أصبحنا نخرج الى الشوارع على راحتنا " بهذه الكلمات بدأت سيدة تونسية منقبة رفضت ذكر اسمها حديثها عن النقاب.
وارتدت هذه السيدة النقاب بعد الثورة إذ كانت ترتدي "حجابا شرعيا" على حد قولها، ولكنها روت لنا وضع أصدقائها المنقبات منذ عهد بن علي فقالت: "لدي صديقات ارتدين النقاب من قبل الثورة ولكنهن لم يتمكن من الخروج إلى الشارع لأن ذلك كان صعبا جدا".
أما عن مدى تقبل المجتمع التونسي للمرأة المنقبة فترى هذه السيدة أنها ما زالت تتعرض لكثير من المضايقات فى الشارع وقالت : "بالنسبة لنساء تونس فهن ضد النقاب ولا يتقبلن المنقبات بل وقد تتعرض المنقبة للإستهزاء على هذا الملبس والإستهزاء بالنقاب معناه الإستهزاء بشرع الله وبزوجات الرسول".
ومن وجهة نظر هذه السيدة فإن الاستهزاء بملبسها ليس هو الشيء الوحيد الصعب الذي تتعرض له، فهي تعاني أيضا من عدم وجود وظائف للمنقبات فى تونس.
وأعربت السيدة المنقبة عن أمنياته في أن تخصص "مراكز ترفيهية لنا ولأولادنا، وعربات خاصة لنا فى القطارات ويفصلوا بين البنات والاولاد في المدارس"، لأن هذا هو "شرع الله" حسب رأيها.
بي بي سي - تونس


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Design Blog, Make Online Money